: تعريفه : لغة : مأخوذ من ساك إذا دلك وجمعه سُوك.
اصطلاحا: استعمال عود أو نحوه في الأسنان ليذهب الصفرة وغيرها عنه.[1]
ثانياً: مشروعيته : هو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام : " أُمِرْتُ بالسواك حتى خشيت أن أدْرَدَ" [2]، وقال " أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي " [3] ، وقال : " أمرت بالسواك حتى خفت على أسناني "[4] ، وقال " أمرني جبريل بالسواك حتى خشيت أني سأدرد " [5].
ثانياً : السواك مرضاة للرب مطهرة للفم : قال صلى الله عليه وسلم " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " [6].
ثالثاً : هو من سنن الوضوء : قال صلى الله عليه وسلم " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء " [7] .
رابعاً : هو مستحب قبل الصلاة قال صلى الله عليه وسلم : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة " [8].
خامساً : المرأة والرجل في ذلك سواء " لولا أن أشق على أمتي " والمرأة من الأمة.
سادساً : أوقات استحباب السواك :
مستحب في كل وقت لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " ويشتد استحبابه عند الصلاة وعند الوضوء وعند قراءة القرآن ، وعند الاستيقاظ من النوم ، وعند تغير الفم . وتغير الفم يكون بأشياء منها : ترك الأكل والشرب ، ومنها أكل ماله رائحة كريهة " [9]
سابعاً: عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكه وطهوره فيبعثــه الله[10] ماشاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ويصلي " [11]. وعنهـا قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرقد من ليل فيستيقظ إلا تَسَوَّك " [12]. وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام إلا والسواك عند رأسه فإذا استيقظ بدأ بالسواك " [13] .
وعن حذيفة رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يَشُوصُ فاه بالسواك" [14] ،وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتعار من الليل إلا أمر السواك على فيه" [15].
ثامناً : عن شريح بن هانئ قال: قلت لعائشة رضي الله عنها : "بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته ؟ قالت : بالسواك " [16] .
تاسعاً: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ركعتين ركعتين ثم ينصرف فيستاك " [17] .
عاشراً : عن عبد الله بن كعب قال :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استن [18] أعطى السواك الأكبر وإذا شرب أعطى الذي على يمينه " [19] .
الحادي عشر: عن علي رضي الله عنه أنه أمر بالسواك وقال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه –أو كلمة نحوها – حتى يضع فاه على فيه فما يخرج شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم للقرآن " [20] .
الثاني عشر : يجوز للصائم أن يستاك " عن عامر بن ربيعه قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم مالا أحص أو أعد" [21] .
الثالث عشر : كيفية السواك : قال النووي رحمه الله : والمستحب أن يستاك الإنسان عرضاً ولا يستاك طولا لئلا يدمي لحم أسنانه فإن خالف واستاك طولاً حصل السواك مع الكراهة ويستحب أن يمر السواك أيضاً على طرف أسنانه وكراسي أضراسه وسقف حلقه إمراراً لطيفاً ويستحب أن يبدأ في سواكه بالجانب الأيمن من فيه ولا بأس باستعمال سواك غيره بإذنه ويستحب أن يعود الصبي السواك ليعتاده " [22] .
الرابع عشر : يستحب غسل السواك بعد استخدامه قالت عائشة رضي الله عنها : " كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يستاك فيعطيني السواك لأغسله فأبدأ به فأستاك ثم أغسله وأدفعه إليه " [23] .
الخامس عشر : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : " كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكا من أراك فكانت الريح تكفؤه وكان في ساقه دقة فضحك القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم مايضحككم ؟ قالـوا : من دقة ساقيه قال النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لهو أثقل في الميزان من أحد " [24] .
* قال النووي رحمه الله : ويستحب أن يستاك بعود من أراك وبأي شيء استاك مما يزيل التغير حصل السواك" [25].
* وقال ابن القيم رحمه الله : "وأصلح ما اتخذ السواك من خشب الأراك ونحوه ولا ينبغي أن يؤخذ من شجرة مجهولة فربما كانت سما" [26] .
السادس عشر : هل يجوز الاستياك بالأصابع ؟
قال ابن قدامه رحمه الله : " وإن استاك بأصبعيه أو خرقة فقد قيل لا يصيب السنة لأن الشرع لم يرد به ولا يحصل الإنقاء به حصوله بالعود ، والصحيح أنه يصيب بقدر ما يحصل من الإنقاء ولا يترك القليل من السنة للعجز عن كثيرها والله أعلم " [27] .
السابع عشر : قال ابن القيم رحمه الله : " وينبغي القصد في استعماله ، فإن بالغ فيه فريما أذهب طَلاوة الأسنان وصقالتها ... ومتى استعمل باعتدال جلا الأسنان وقوى العمود ، وأطلق اللسان ومنع الحفر وطيب النكهة ونقى الدماغ وشهى الطعام " [28] .
الثامن عشر: من فوائد السواك : قال ابن القيم رحمه الله : " وفي السواك عدة منافع : يطيب الفم ويشد اللثة ويقطع البلغم ويجلو البصر ويذهب بالحفر ويصح المعدة ويصفي الصوت ويعين على هضم الطعام ويسهل مجاري الكلام وينشط للقراءة والذكر والصلاة ويطرد النوم ويرضي الرب ويعجب الملائكة ويكثر الحسنات " [29] .
التاسع عشر :
" ولعل إلقاء نظرة على التركيب الكيميائي لمسواك الأراك يجعلنا ندرك أسباب الاختيار النبوي الكريم ، وهو الذي وصفه الرب جل وعلا فقال : {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} وتؤكد الأبحاث المخبرية الحديثة أن المسواك المخضر من عود الأراك يحتوي على( العفص ) بنسبة كبيرة وهي مادة مضادة للعفونة ، مطهرة ، قابضة تعمل على قطع نزيف اللثة وتقويتها ، كما تؤكد وجود مادة خردلية هي " السنجرين " Sinnigrin ذات رائحة حادة وطعم حراق تساعد على الفتك بالجراثيم.
وأكد الفحص المجهري لمقاطع السواك وجود بلورات السيليكا وحماضات الكلس والتي تفيد في تنظيف الأسنان كمادة تزلق الأوساخ والقلح عن الأسنان . وأكد د. طارق الخوري وجود الكلورايد مع السيليكا وهي مواد تزيد بياض الأسنان ، وعلى وجود مادة صمغية تغطي الميناء وتحمي من التسوس ، إن وجود الفيتامين ج وثري ميتيل أمين يعمل على التئام جروح اللثة وعلى نموها السليم ، كما تبين وجود مادة كبريتية تمنع التسوس ." [31]